عرس كروي عربي- مفاجأت وصدمات ونجوم في مونديال قطر

في قلب الدوحة النابضة بالحياة، انطلقت فعاليات كأس العالم لكرة القدم في حفل بهيج فاق كل التصورات، مُتخذاً من استاد "البيت" ذي التصميم المعماري الفريد مسرحاً لانطلاقته. بعد سنوات طويلة من التخطيط الدقيق والعمل المضني، بزغت لحظة الافتتاح المنتظرة، مُستهلةً بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، مُرسخةً معاني المساواة والوحدة بين بني البشر، لتعلن عن بداية العرس الكروي الأهم في العالم. وقد تجلى الطابع العربي الأصيل في أبهى صوره، مُبدداً بذلك الصورة النمطية التي حاولت بعض وسائل الإعلام الغربية ترويجها. ومع قص شريط البطولة بعبارة "من بلاد العرب، نرحب بالجميع في بطولة كأس العالم 2022"، انطلقت المنافسات بمواجهة بين المنتخب القطري والإكوادور، حيث استطاع الأخير حسم النتيجة لصالحه بتسجيله هدفين، بينما خيب أداء العنابي القطري آمال الجماهير، مُتكبداً خسارة أولى في البطولة. وفي سياق مباريات المجموعة ذاتها، حقق المنتخب الهولندي فوزاً بشق الأنفس على منتخب السنغال، الذي عانى من غياب نجمه اللامع ساديو ماني بسبب الإصابة.

وفي باكورة مباريات اليوم الثاني، قدم المنتخب الإنجليزي أداءً مذهلاً، مُكتسحاً نظيره الإيراني بستة أهداف، ليؤكد بذلك طموحه في التتويج باللقب وإعادته إلى موطنه. وفي مباراة أخرى ضمن المجموعة نفسها، تعادل منتخبا ويلز والولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت المباراة تسجيل هدف من نجل الأسطورة جورج ويا لصالح المنتخب الأمريكي.

لكن الحدث الأبرز الذي أشعل حماس الجماهير في كل بقاع الأرض، كان الانتصار التاريخي الذي حققه المنتخب السعودي "الصقور الخضر" على المنتخب الأرجنتيني، حاملًا معه ذكرى لا تُمحى من ذاكرة البطولة. فبالرغم من تقدم الأرجنتين بهدف مبكر عن طريق ليونيل ميسي من ركلة جزاء، استطاع المنتخب السعودي بفضل تكتيكه الدفاعي المحكم، أن ينهي الشوط الأول متأخراً بهدف وحيد. وفي الشوط الثاني، قدم الأخضر أداءً بطولياً، وتمكن من قلب الطاولة بتسجيل هدفين رائعين عن طريق صالح الشهري وسالم الدوسري، ليدشن بذلك مرحلة جديدة من التألق والنجاح.

هذا الانتصار التاريخي الذي حققه "الصقور الخضر" على أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب، منح دفعة معنوية هائلة لبقية المنتخبات. المنتخب الياباني فاجأ الجميع بفوزه المستحق على المنتخب الألماني بنتيجة 2-1. كما قدم المنتخب التونسي أداءً قوياً أمام الدنمارك، بينما ظهر المنتخب المغربي بمستوى جيد أمام كرواتيا، لكن المباراتين انتهت بالتعادل السلبي.

المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، والذي عانى من غياب العديد من نجومه البارزين بسبب الإصابات، وعلى رأسهم كريم بنزيما، استهل حملة الدفاع عن لقبه بفوز مقنع على أستراليا بنتيجة 4-1، وشهدت المباراة معادلة المهاجم أوليفييه جيرو للرقم القياسي المسجل باسم تيري هنري، ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي برصيد 51 هدفاً.

وشهد هذا الدور من البطولة أيضاً تسجيل أعلى نتيجة، وذلك عندما اكتسح المنتخب الإسباني نظيره الكوستاريكي بسبعة أهداف نظيفة، في مباراة تألق فيها لاعبو "اللاروخا" تحت قيادة المدرب لويس إنريكي.

وفي ختام هذا الدور، حقق المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو فوزاً صعباً على غانا بنتيجة 3-2، وشهدت المباراة تسجيل رونالدو رقماً قياسياً جديداً، حيث أصبح أول لاعب في التاريخ يسجل في خمس نسخ مختلفة من كأس العالم. وفي سياق متصل، حقق المنتخب البرازيلي، أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب، فوزاً مستحقاً على صربيا بهدفين دون رد، في مباراة شهدت حضوراً جماهيرياً قياسياً بلغ 88.103 متفرج.

ومع ذلك، لم يخلُ هذا الدور من الأحداث المؤسفة، حيث شهدنا ارتفاعاً في عدد الإصابات بين اللاعبين، أبرزهم نجما المنتخب السعودي سلمان الفرج وياسر الشهراني، بالإضافة إلى المغربي نصير مزراوي والفرنسي لوكاس هيرنانديز والبرازيلي نيمار، الأمر الذي أثار قلق الجماهير ومحبي كرة القدم.